كيف نكون بعد رمضان؟
الــمــغــتــربــون :: الــــــــــــــعــــــــــــــــــــامـــــــــــــــــــة :: روح و ريـــحــــــــان
صفحة 1 من اصل 1
كيف نكون بعد رمضان؟
كيف نكون بعد رمضان؟
حتى لا نهدم ما بنيناه في مواسم الخير
اللَّـهـمَّ كما بلّغتنا شهر ر مضان، فتقبَّل اللهم منّا الصيام والقيام، واجعل اللهم عامه علينا عام خير وبركة، وخلّصنا فيه من الذنوب والآثام•
تُظلّنا الآن أيام مباركة، هي أيام عيد الفطر السعيد، التي نستقبلها بفرحة إتمام الطاعة ورجاء القبول، بعد أن ودّعنا قُبيل سُويعَات شهراً كريماً وموسماً عظيماً من مواسم الخير والرحَمَات، صُمنا نهاره وقمنا ما تيسّر من ليله وأقبلنا على تلاوة القرآن الكريم، وأكثرنا من الذِّكر والدُّعاء، وتصدَّقنا بجود وسخاء، وتقرّبنا إلى ربنا بأنواع القُربَات رجاء ثوابه وخوف عقابه، فكم من جهود بُذِلَت وأجساد تعبت وقلوب وَجِلَت وأكف رُفعت ودموع ذُرفت وعبرات سُكبت وحق لها ذلك، فهو موسم المتاجرة مع اللّه، وهو موسم الرحمة والمغفرة والعتق من النار• ولكن يبقى السؤال:
كيف نكون بعد رمضان؟ للإجابــة عن هذا السؤال، وتوضيح كيفية اغتنام مواسم الخير، لتحقيق إفادة دائمة منها، ان يوم عيد الفطر، هو يوم مبارك، يتجلّى اللّه تعالى فيه لعباده• فعن أبي سعيد الخدري (رضي اللّه عنه) قال: سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) يقول: "إذا كان يوم عيد الفطر خرجت الملائكة فوقفت على أبواب السكك، ينظرون إلى الناس ويحثونهم على الذهاب إلى المصلّى يقولون: أيها الناس اغدوا إلى ربٍّ كريم يمنُّ بالخير ثم يُثيب عليه الجزيل، لقد أُمرتم بقيام الليل فقمتم، وأُمرتم بصيام النهار فصمتم، وأطعتم ربكم فاقبضوا جوائزكم•
فإذا صلُّوا نادى مُنادٍ: ألاَ إنّ ربكم قد غفر لكم فارجعوا راشدين إلى رحالكم، فهذا اليوم يوم الجائزة"• قال ويُسمّى هذا اليوم في السماء يوم الجائزة• والجائزة الحق أن يكون العبد لدى اللّه تعالى كريماً مقرباً، وفي هذا اليوم السعيد طُوبى لِمَن قُبِلَت أعماله، فهو يوم يُهنأ فيه المقبول ويُعزى فيه المطرود• وفي ذلك قال أحد الحكماء: ليس العيد لِمن لبس الجديد إنما العيد لِمن آمن بيوم الوعيد، وليس الفرح لمن لبس الثياب الفاخرة، إنما الفرح لمن فاز برضا مولاه في الدار الآخرة•
ومما تلزم الإشارة إليه، أنه من الواجب المبادرة إلى إخراج زكاة الفطر قبل الخروج إلى الصلاة، فإن لم يستطع فليُبَادِر إلى إخراجها قبل غروب شمس يوم عيد عن كل حرٍّ أو عبد، ذكر أو أنثى، صغير أو كبير، ولا يجوز تأخير زكاة الفطر إلا لعذر مقبول أو لعدم وجودها• كما ينبغي على المسلم ألاّ يُضيق على مَن يعول في العيدين، حسب إمكاناته واستطاعته {عَلَى المُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى المُقْتِرِ قَدَرُهُ} - "البقرة/236"، من دون إسراف ولا تقتير• واستوصوا بالخَدَم خيراً واجبروا خواطرهم وأدُّوا حقوقهم، كما ينبغي يوم العيد أن يُظهر العبد أثر نعمة اللّه عز وجل عليه• نسأل اللّه تعالى أن يُعيد هذا العيد على الإسلام والمسلمين بالنصر والتأييد•
حتى لا نهدم ما بنيناه في مواسم الخير
اللَّـهـمَّ كما بلّغتنا شهر ر مضان، فتقبَّل اللهم منّا الصيام والقيام، واجعل اللهم عامه علينا عام خير وبركة، وخلّصنا فيه من الذنوب والآثام•
تُظلّنا الآن أيام مباركة، هي أيام عيد الفطر السعيد، التي نستقبلها بفرحة إتمام الطاعة ورجاء القبول، بعد أن ودّعنا قُبيل سُويعَات شهراً كريماً وموسماً عظيماً من مواسم الخير والرحَمَات، صُمنا نهاره وقمنا ما تيسّر من ليله وأقبلنا على تلاوة القرآن الكريم، وأكثرنا من الذِّكر والدُّعاء، وتصدَّقنا بجود وسخاء، وتقرّبنا إلى ربنا بأنواع القُربَات رجاء ثوابه وخوف عقابه، فكم من جهود بُذِلَت وأجساد تعبت وقلوب وَجِلَت وأكف رُفعت ودموع ذُرفت وعبرات سُكبت وحق لها ذلك، فهو موسم المتاجرة مع اللّه، وهو موسم الرحمة والمغفرة والعتق من النار• ولكن يبقى السؤال:
كيف نكون بعد رمضان؟ للإجابــة عن هذا السؤال، وتوضيح كيفية اغتنام مواسم الخير، لتحقيق إفادة دائمة منها، ان يوم عيد الفطر، هو يوم مبارك، يتجلّى اللّه تعالى فيه لعباده• فعن أبي سعيد الخدري (رضي اللّه عنه) قال: سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) يقول: "إذا كان يوم عيد الفطر خرجت الملائكة فوقفت على أبواب السكك، ينظرون إلى الناس ويحثونهم على الذهاب إلى المصلّى يقولون: أيها الناس اغدوا إلى ربٍّ كريم يمنُّ بالخير ثم يُثيب عليه الجزيل، لقد أُمرتم بقيام الليل فقمتم، وأُمرتم بصيام النهار فصمتم، وأطعتم ربكم فاقبضوا جوائزكم•
فإذا صلُّوا نادى مُنادٍ: ألاَ إنّ ربكم قد غفر لكم فارجعوا راشدين إلى رحالكم، فهذا اليوم يوم الجائزة"• قال ويُسمّى هذا اليوم في السماء يوم الجائزة• والجائزة الحق أن يكون العبد لدى اللّه تعالى كريماً مقرباً، وفي هذا اليوم السعيد طُوبى لِمَن قُبِلَت أعماله، فهو يوم يُهنأ فيه المقبول ويُعزى فيه المطرود• وفي ذلك قال أحد الحكماء: ليس العيد لِمن لبس الجديد إنما العيد لِمن آمن بيوم الوعيد، وليس الفرح لمن لبس الثياب الفاخرة، إنما الفرح لمن فاز برضا مولاه في الدار الآخرة•
ومما تلزم الإشارة إليه، أنه من الواجب المبادرة إلى إخراج زكاة الفطر قبل الخروج إلى الصلاة، فإن لم يستطع فليُبَادِر إلى إخراجها قبل غروب شمس يوم عيد عن كل حرٍّ أو عبد، ذكر أو أنثى، صغير أو كبير، ولا يجوز تأخير زكاة الفطر إلا لعذر مقبول أو لعدم وجودها• كما ينبغي على المسلم ألاّ يُضيق على مَن يعول في العيدين، حسب إمكاناته واستطاعته {عَلَى المُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى المُقْتِرِ قَدَرُهُ} - "البقرة/236"، من دون إسراف ولا تقتير• واستوصوا بالخَدَم خيراً واجبروا خواطرهم وأدُّوا حقوقهم، كما ينبغي يوم العيد أن يُظهر العبد أثر نعمة اللّه عز وجل عليه• نسأل اللّه تعالى أن يُعيد هذا العيد على الإسلام والمسلمين بالنصر والتأييد•
وماذا بعد رمضان؟ لقد مرَّ بنا شهر رمضان المبارك، كطيف خيال، مر بخيراته وبركاته، مضى من أعمارنا وهو شاهد لنا أو علينا ما أودعناه فيه• لذا لا أن ندع حدثاً كهذا ينقضي ويمر من دون أن يفتح كل واحد منا صفحة المحاسبة لنفسه، ماذا عمل فيه وما مدى تأثيره في العمل والسلوك؟ هل أخذ بأسباب القبول بعده واستمر على العمل الصالح؟ هل تأسى بالسلف الصالح الذين توجل قلوبهم وتحزن نفوسهم عندما ينتهي رمضان، لأنهم يخافون ألا يُتقبَّل منهم عملهم؟ لذا فقد كانوا يُكثرون الدعاء بعد رمضان، أن يُتقبَّل منهم، يقول سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُون} - "المؤمنون/60"• وقد سألت السيدة عائشة (رضي اللّه عنها) رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم)، عن أهل هذه الآية، أهُم الذين يزنون ويسرقون ويشربون الخمر• قال (صلّى اللّه عليه وسلّم): "لا يا ابنة الصدِّيق، لكنهم الذين يُصلُّون ويصومون ويتصدّقون ويخافون ألاّ يُتقبَّل منهم" - (رواه أحمد والترمذي)• وقد قال عز وجل: { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقِينَ} - "المائدة/27"•
يُروى أنَّ بعض الصالحين مَــرَّ على شباب يلعبون يوم عيد الفطر بصورة غير لائقة، فقال لهم: يا قوم، إنْ كان صومكم قد قُبل، فما هذا فعل الشاكرين، وإن كان صومكم لم يُقبل فما هذا فعل المحزونين• لذا ينبغي على كل مسلم ومسلمة أن ينظروا في حالهم ويفكروا في أمرهم ويتعرفوا إلى علامات الربح والخسارة، بعد العمل، وأهمها الاستمرار على العمل الصالح واتِّباع الحَسَنَة بالحَسَنَة، فمن كانت حاله بعد رمضان أحسن منها قبله مُنيباً بأن كان مقبلاً على الخير حريصاً على الطاعة، تائباً مُنيباً ملتزماً مستقيماً صالحاً بعيداً من المعاصي، فهذه أمارة قبول عمله إن شاء اللّه تعالى•
أما مَن كانت حاله بعد رمضان كحاله قبله، فهو وإن أقبل على اللّه في هذا الشهر، إلاّ أنه سرعان ما ينكص على عقبه ويعود إلى المعاصي ويهجر الطاعات، ويجرح ما حرم اللّه ويضيع الصلوات ويتّبع الشهوات ولا يصون سمعه وبصره وجوارحه وأقواله وأفعاله وأمواله عن المحرمات، فهذا لا يزداد من اللّه إلاّ بُعداً•
مواسم الطاعات من الغريب أن يُسيء بعض أبناء هذا الدين، فَهْم شعائر الإسلام، فلا يعملون الطاعات إلاّ في مواسم معينة وأوقات محددة فإذا انتهت كان ذلك آخر عهدهم بالطاعات• ويقول اللّه تعالى مخاطباً: {وَلاَ تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً} - "النحل/92"• وقد سُئل بعض السلف عن أُناس يتعبّدون في رمضان، فإذا انسلخ رمضان تركوا فقال: "بئس القوم لا يعرفون اللّه إلاّ في رمضان"•
وإلى هؤلاء نقول: يا مَن عرفتم الخير في رمضان، كيف تزهدون فيه بعده؟ أنسيتم أنّ رب الشهور كلها واحد، وهو على كل أحوالكم وأعمالكم رقيب مُشَاهِد؟ يا مَن أقبلتم على ربّكم في رمضان، كيف نسيتموه بعده؟ أين آثار الصيام التي تركها في نفوس المسلمين؟ أين الدروس والعبر التي أُخذت من هذه الفريضة العظيمة؟ أين التقوى والقوّة والتضحية والصبر والمودّة والعطف والتعاون، الذي يجب أن يكون عليه المسلمون في كل وقت، ليتحقق فيهم وصف القرآن وليكونوا كما أراد الإسلام؟
إنّ هذه الآثار يجب أن تبقى ماثلة في حياة المسلمين أبدياً لا آنياً وسرمدياً لا وقتياً، لأن اللّه تعالى افترض علينا طاعته وألزمنا بعبادته في كل وقت، ولم يجعل لذلك غاية إلا حلول الأجل• وقرأ الحسن البصري (رحمه اللّه) قوله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِين} - "الحجر/99"• فقال: إنّ اللّه لم يجعل لعمل المؤمن أجلاً دون الموت• فماذا عن هؤلاء الذين يودعون الأعمال الصالحة بوداعهم رمضان؟
أما إذا استقامت جميع أعمالنا على العبادة، ولم تهدم ما بنيناه في مواسم الخير، ولم تبطل ما عملناه فيها، ولم تستسلم لنزعات الشيطان وأعوانه، فإنها تُمسك بحبل النجاة لتصل إلى بر السلام بإذن اللّه تعالى•
تذكير بفضل شوال في هذه الأيام المباركة، تلزم الإشارة إلى أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) حثّ على صيام ستة أيام من شهر شوال، مُبيناً ما يترتب على ذلك من أجر عظيم، فقد جاء عن النبي (صلّى اللّه عليه وسلّم) أنه قال: "مَن صام رمضان وأتبعه بست من شوال خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه"• (رواه الطبراني)، وروى مسلم بسنده عن أبي أيوب (رضي اللّه عنه)، أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) قال: "مَن صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال، كان كَمَن صام الدهر"• وللنسائي: الحَسَنَة بعشر أمثالها، فشهر بعشرة شهور، وصيام ستة أيام بعد الفطر تمام السنة•
وقد يسَّر الإسلام في ذلك، فلم يُلزم بتتابعها في الشهر، والكيّس مَن شمّر في عبادة اللّه قبل أن يتوفّاه اللّه، وتذكّر بذلك سرعة انقضاء العمر، وقرب حلول الأجل، والعاجز مَن فتح على نفسه باب التسويف والتثاقل واسترسل في الغافلات والشواغل واكتفى بالآمال والأماني، فيندم حيث لا ينفعه الندم•
أما المؤمن، صادق الإيمان، فهو مَن يكون عمله بالطّاعات واجتنابه المعاصي والخطيّات ديدناً له ومنهاجاً، إلى أن يتوفّاه اللّه عز وجل، فلا تزيده مواسم الخير، إلاّ اجتهاداً في العبادة، وحرصاً على الطاعة، وترويضاً للنفس على الخير• فإذا انقضت هذه المواسم، فإن آثارها تبقى متمثلة في حياته صوراً حية وواقعاً ملموساً وعملاً مُشَاهَدَاً ومحسوساً•
DaNo- نائب المدير
-
عدد الرسائل : 71
بلد الإقامة : بلد من بلدان الله الواسعة
تاريخ التسجيل : 31/05/2007
الــمــغــتــربــون :: الــــــــــــــعــــــــــــــــــــامـــــــــــــــــــة :: روح و ريـــحــــــــان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى